رميت بنظراتي إلى الأفق الواسع علني أجد له نهاية ..لكن نظراتي عادت واجمة .. فتأكدت أنها
فشلت .. ثم رميت بقلبي إلى بحر الهم عله يكون له نهاية ولكن قلبي عاد ليخبرني بفشله ..
أخذت عيناي تطلب النجدة فالدموع تكاد تغرقها وهي تحاول جاهدة أن تنقذ نفسها بحركة
الأهداب السريعة .. جرت قطرات الدمع على خدي دون توقف كل دمعة تسبق أختها فشكلوا
خطا لامعا على وجهي المشوه ..لقد مات جمال وجهي في ذلك الحادث ولم يمت قلبي كما ماتت
قلوب أسرتي جميعها .. لعلهم يفتقدونني الآن فهم جميعا يعيشون حياة غير الحياة التي
أعيشها .. لكم تمنيت أن ألحق بهم بسرعة لكن ربي كتب علي البقاء وحيدة لحكمة قدرها هو ..
تنهدت بآهات طويلة .. ولم أعد إلى وعيي إلا عندما طرقت أذني كلمات الممرضة : لقد أخبرت
الطبيب عن اقتراحك بعملية تجميل لوجهك .. ولكنه قال : لقد حرقت النار بشرتك ولم تبق منها
سوى طبقة رقيقة فإذا عملنا باقتراحها فإن الطبقة الباقية ستزول وسيزيد الشوه وستصابين
بأمراض كثيرة ومنها ما هو خطير ..ولكن أنصحك بأن تكثري من الدعاء وتذكري الجنة دائما
أكملت حديثها تنصحني بالصبر وتذكرني أن هذا بلاء لي من الله فإذا رضيت بما كتب الله لي
ستمحى ذنوبي كلها ثم انصرفت .. انصرفت وتركتني أعوم في دوامة الحزن .. هاهو الهاتف
يناديني لأرد عليه لكن الحزن يجلسني .. وأخيرا رفعت سماعة الهاتف وقربتها من أذني
لأسمع .. كان صوتا متقطعا.. متجهشا بالبكاء.. مفرطا في الحزن. يقول : ما بالك لا تعيريني
أي اهتمام .. أنا أقدر حالتك الصحية والنفسية .. ولقد سمعت بالشوه الذي أمحى معالم وجهك
ولكن هذا ليس سببا في صدك عني .. فلماذا تضعين أمامي ألف حاجز ؟؟؟؟؟؟..قلت والأسى
على هذا المسكين يقطعني :أرجوك .. ما كان بيننا قد انتهى .. وحبل الخطوبة قد قطعته فليس
هناك داع لأن تتصل بين الفينة والأخرى ..ثم ماذا تريد من فتاة مشوهة الوجه ومصابة بحالة
نفسية عصيبة .. وأغلقت الهاتف..عدت أبكي بكاء مرا ثم ظللتني غمامة الصمت ففكرت بان
استدعي تلك الممرضة الجميلة الحنونة ..علها تخرجني من هذا الضيق الذي يلف حولي ..
ضغطت على الزر الأحمر الذي فوق سريري ثم فتحت باب الغرفة وعدت إلى سريري فسمعت
طرقات قوية تدوس الأرض مسرعة باتجاه غرفتي ..فإذا بوجه الممرضة المشرق وثغرها
الباسم وعيناها الحالمتان تنظر إلي .. رحبت بها ورجوتها أن تتفضل وتجلس بقربي أمسكت
كفي وضمته بين كفيها بقوة .. فرمقتها بنظرات حب واحترام .. ثم بلا مقدمات سردت عليها
قصتي وفتحت لها أبواب قلبي المهموم .. فقالت : إيه أخيه ..الكل ملئ بالهموم وليس هناك
إنسانا غير مريض بالحزن سوى المؤمن القوي .. أنصحك عزيزتي أن تعودي لخطيبك
وتعتذري إليه فمن يدري لعل الله يرزقك السعادة معه .. ثم ذهبت .. انتظرت اتصال خطيبي
بفارغ الصبر ..ولكنه لم يتصل يبدو أنه قد وجد من هي أفضل مني وأجمل مني ؟؟.. حاولت أن
اتصل على هاتفه ولكن ما من مجيب .. ابتلعتني الحيرة هذه المرة .. ماذا جرى له ؟؟ ولماذا لا
يرد؟؟ أهو غاضب ؟؟ اعتقدت أنه سيكون مبتهجا ولكن أين هو الآن؟؟ جاءتني الطبيبة تنعي
وفاة خطيبي .. جاءتني لتغلق أبواب السعادة في وجهي .. جاءتني لتخبرني بأن آخر وسيلة إنقاذ
لي قد ضاعت جاءتني لتنفي آخر من كان لي في هذه الدنيا .. فشهقت شهقة اهتز لها جدار
المشفى فكيف بعظام صدري إنها بالطبع لم تتحمل .. فألقت بروحي لتذهب إلى بارئها ..
....................... أشهد أن لا إله إلا الله ....................
........................وأشهد أن محمدا رسول الله .................
هذه القصة كتبتها وانا في المتوسط فاعذروني اذا وجدتم بها اي عيب او نقص